منتدى المحبة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى المحبة


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 خطبة اواه يا رمضان

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو الفدا
عضو ذهبي
ابو الفدا


عدد الرسائل : 81
العمر : 36
sms : <!--- MySMS By AlBa7ar Semauae.com --><form method=\"POST\" action=\"--WEBBOT-SELF--\"> <!--webbot bot=\"SaveResults\" u-file=\"fpweb:///_private/form_results.csv\" s-format=\"TEXT/CSV\" s-label-fields=\"TRUE\" --><fieldset style=\"padding: 2; width:208; height:104\"> <legend><b>My SMS</b></legend> <marquee onmouseover=\"this.stop()\" onmouseout=\"this.start()\" direction=\"up\" scrolldelay=\"2\" scrollamount=\"1\" style=\"text-align: center; font-family: Tahoma; \" height=\"78\">$post[field5]</marquee></fieldset></form><!--- MySMS By AlBa7ar Semauae.com -->
تاريخ التسجيل : 20/08/2007

خطبة اواه يا رمضان Empty
مُساهمةموضوع: خطبة اواه يا رمضان   خطبة اواه يا رمضان Emptyالإثنين أغسطس 20, 2007 11:22 am

الحمد لله الذي نشر بقدرته البشر، وصرف بحكمته وقدر، وابتعث محمدا إلى كافة أهل البدو والحضر،فأحل وحرم وأباح وحظر،وابتلاه في بداية النبوة بمدارة من كفر،فدخل دار الأرقم فاختفى واستتر، إلى أن اعز الله الإسلام برجال كأبي بكر وعمر، فصلوات الله عليه وعلى جميع أصحابه الميامين الغرر، وعلى تابعيهم بإحسان على السنة والأثر، صلوات الله عليه ما هطلت الغمائم بتهتان المطر، وهدلت الحمائم على أفنان الشجر ، وسلم تسليما كثيرا على سيد البشر، " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ " ، " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ".
وبعد يا عباد الله :
أوصيكم وإياي بتقوى الله العظيم ولزوم طاعته ، وأحذركم من عصيانه ومخالفة أمره ، واعلموا ان التقوى وقاية ، وأن المعاصي غواية ، وأنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله " .

وبعد أيها المسلمون:
عن ابي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
آمين آمين آمين قيل يا رسول الله إنك حين صعدت المنبر قلت آمين آمين آمين قال إن جبريل أتاني فقال من أدرك شهر رمضان ولم يغفر له فدخل النار فأبعده الله قل آمين فقلت آمين ومن أدرك أبويه أو أحدهما فلم يبرهما فمات فدخل النار فأبعده الله قل آمين فقلت آمين ومن ذكرت عنده فلم يصل عليك فمات فدخل النار فأبعده الله قل آمين فقلت آمين.
عباد الله :
ها هي العشر الاوائل من رمضان قد انقضت والعشر الاواسط قد كادت، فماذا فعلتم وماذا اعددتم ؟
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" وهو شهر أوله رحمة واوسطه
مغفرة وآخره عتق من النار " . فماذا فعلتم في أوله ، ماذا قدمتم لأنفسكم في أيام الرحمة التي تتجلى من الله لعباده ؟
وها هي أيام المغفرة قد كادت ان تنقضي فماذا صنعتم لأنفسكم ؟
أليس من الحق ان نسأل أنفسنا قبل أن يفوت الأوان ؟ أليس من الحق أن نقف مع انفسنا وقفة صادقة بعيدة عن الرياء والخداع ومحاولة إقناع النفس بأنها قد قامت بما عليها ؟ أليس من الحق أن نحاسب أنفسنا قبل أن نحاسب ؟ أي والله لقد حق علينا أن نراجع الأوراق وندقق السجلات التي ملأناها بالذنوب والمعاصي .
فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم :
رمضان أتاكم رمضان شهر بركة يغنيكم الله فيه فينزل الرحمة ويحط الخطايا ويستجيب فيه الدعاء ينظر الله إلى نفايسكم ويباهي بكم ملائكته فأروا الله من أنفسكم خيرا فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله عز وجل.
ألا نري الله من أنفسنا ما يحب أن يراه وما نحب أن نلقى به وجه الله ؟
أفلم يئن الأوان لأن يصارح كل واحد منا نفسه فيعرف حده ويقف عنده ؟ أفلم يئن الأوان للقلوب أن تخشع لذكر الله ؟ أفلم يئن الأوان للدماء ان تتحرك في العروق ؟
بلى قد آن .
أَيُّها المُسْلِمونَ الصَّائِمُونَ:
لَقَدْ أَظَلَّكُمْ شَهْرٌ عَظِيمٌ، شَهْرُ رَمَضانَ الكَرِيمِ. شَهْرُ الصِّيامِ وَالقِيامِ, شَهْرُ القُرْآنِ. شَهْرٌ تُضاعَفُ فِيهِ الحَسَناتُ, وَتُرْفَعُ بِهِ الدَّرَجاتُ. شَهْرٌ كَالسُّوقِِ قامَ ثُمَّ انْفَضَّ, رَبِحَ فيهِ مَنْ رَبِحَ, وَخَسِرَ فيهِ مَنْ خَسِرَ. شَهْرٌ تَتَناثَرُ حَبَّاتُهُ, فَيا سَعْدَ مَنْ حَرَصَ عَلَى جَمْعِها بِالنَّهارِ وَاللّيْلِ وَالأَسْحارِ, فَصامَ أَيَّامَهُ وَقامَ لَيالِيَهِ, وَأَمَرَ فِيهِ بِالمَعْروفِ وَنَهَى فيهِ عَنِ المُنْكَرِ, وَحَمَلَ فيهِ الدَّعْوَةَ إِلى الإِسْلامِ.والله تعالى يقول :
" وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ "
فما بالنا يا عباد الله تركنا الفروض والوجبات وتمسكنا بالنوافل والقربات .
و رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" (وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْه)". فهل من الصواب أن نهجر الفروض ونركتب المحرمات في هذا الشهر الفضيل وبعد ذلك نواسي أنفسنا بالقيام ببعض الطاعات كقراءة القرآن وقيام الليل .أفنمضي نهارنا ونحن في الاثم واقعون ، وفي اخر النهار نختلى بانسفنا دقائق او سويعات لقراءة القرآن ونقضي نزر يسير من الليل في الصلاة ؟ ثم نحسب أنفسنا نحسن صنعا . لا والله لا يصح هذا ولا يستقيم .
عباد الله :
لماذا نتذكر أشياءا في رمضان ولا نتذكر أخرى مع أنها أشد وضوحا وأجلى بيانا وأكثر الحاحا؟
لماذا نقلع عن أعمال نراها اخطاءا، ونصر على أشياء هي اكثر جرما واعظم خطأ ؟ لماذا نقبل على اعمال وندع ما هو اولى منها وأجب ؟
فبالله عليكم أيها الصائمون لله إيمانا واحتسابا ، أيهما أعظم أجرا قراءة القرآن ام العمل بالقرآن ؟. وأيهما أعظم مصيبة ان نترك قراءة القرآن أم أن نقرأ القرأن ولا نطبق منه حرفا ونحمله ولا نفقه منه كلمة ؟ فبالله عليكم هل ترضون ان نقرا القرآن ولا نعرف منه إلا الرسم ؟ هل ترضون ان نكون كالحمار يحمل أسفارا ؟
"مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ".
أفلم تقرأوا في كتاب الله في هذا الشهر الفضيل قول تعالى :" َمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ" وقوله :" وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ". وقوله :" إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ " وقوله :" أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيدًا " ، اولم تقرأوا قوله تعالى :" فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا ".
فلما قرأتم هذه الايات ماذا كان موقفكم تجاهها ، ام انكم مررتم عليها مرور الكرام ؟ أفليس من الحق ان نعمل بما نعلم؟ تلبون قوله تعالى :" فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ". ولا تلبون قوله تعالى :" وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَآ أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ "
عباد الله :
إن من اعظم فروض هذا الدين والتي بها يقوم الدين هو العمل لإقامة دولة الإسلام والاسراع بتغيير انظمة الكفر التي ضيعت شرع الله وأورثتنا الذل والهوان .
يقول ابن الفضل :" ألا إن القرآن والسلطان توأمان. فالقرآن أس، والسلطان حارس. فما لا أس له فمهدوم. وما لا حارس له فضائع".
ويقول سيدنا عثمان بن عفان :"إن الله ليزع بالسلطان ما لايزع بالقرآن ".
ويقول القاسم ابن مخيمرة (ذلك التابعي الجليل) "زمانكم سلطانكم فإذا صلح سلطانكم صلح زمانكم وإذا فسد سلطانكم فسد زمانكم" .
نعم يا عباد الله رمضان شهر الاجر والحسنات فلا تقصروا فيه، واقلعوا عن معاصيكم في هذا الشهر الفضيل وأول ما تبدأون به هو العمل لإقامة دولة الاسلام فهو فرض قد أوجبه الله من فوق سبع سماوات ، وهو الخير الذي به سيعيد للإسلام معنى ووجود ، واعظم منكرات هذا الزمان هو الحكم بشرعة الطاغوت وهجر دستور الإسلام، فاعملوا على قلب انظمة الحكم التي تحكم بانظمة أمريكا وبريطانيا ، حتى تنجو من عذاب الله .
فاتقوا الله يا عباد الله في هذا الشهر الفضيل وارفعوا عن اكتافهم اثم القعود عن العمل لإعادة الحكم بما انزل الله ، فعن رسول الله انه قال :"ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية". فهل يرضى أحدكم ان يموت ميتة جاهلية ؟
والعمل مع العاملين لإعادة الحكم بما أنزل الله هو خير ما تتقربون به الى الله في شهركم هذا .والله يضاعف لمن يشاء .
اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم فيا فوز المستغفرين استغفروا الله .

الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى، والصلاة والسلام على سيدنا المجتبى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يعز من يشاء ويذل من يشاء بيده الخير وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
وبعد أيها المسلمون :
أن رمضان يشكو اليكم حاله ، فانظروا ماذا انتم فاعلون .
لّقَدْ أَتَاكمْ شهر رمضان وَأَنْتُمْ مُمَزَّقُونَ وَمُتَفَرِّقُونَ, وَحَتّى عَنْ هِلالِه مُخْتَلِفُونَ. وِلِأَهْواءِ طَواغيتِكُمْ مُتَّبِعُونَ. فَكَيَّفْتُمْ مَطالِعِه حَسْبَ أَقْطارِكُمْ. نُزُولاً عِنْدَ رَغْبَةِ أَعْدائِكُمْ الّذينَ قَسَّمُوا بِلادَكُمْ. فَلَمْ تَتَوَحَّدُوا لا فِي صَوْمٍ وَلا فِي عِيدٍ.
شهر رمضان شَهْرٌ عَظِيمٌ, شَهْرُ البَرَكاتِ. فَفِيه تُصَفَّدُ الشَّياطِينُ, وَفِيه تَتَنَزَّلُ عَلَيْكُمْ رَحْمَةُ رَبِّ العالَمينَ. " عَنْ أََبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ" رَواهُ البُخارِيُّ. فَمالِه يرَى شَياطِينَكُمْ تَرْتَعُ وَتَمْرَحُ عَلَى أَرْضِكُمْ, فَتُكَثِّرُ الفَسادَ وَتُخَرِّبُ الأَخْلاقَ وَتُدَمِّرُ القِيَمَ, وَأَنْتُمْ عَنْهُمْ ساكِتُونَ؟ أَتَسْتَبْدِلُونَ بالرَّحْمَةَ النِّقْمَةِ فِي هذا الشَّهْرِ. أَلا تَرَوْنَ أَنَّ صَفْوَتِه مِنْ بَيْنِ الأَشْهُرِ قَدْ دُنِّسَتْ, وَأَنَّ حُرْمَتِه قَدْ انْتُهِكَتْ. فَهذا عاصٍ يَتَبَجَّحُ بِمَعْصِيَتِهِ, فَلا نَجِدُ لَهُ قاضِياً يُعَزِّرُهُ, وَذاكَ صَخَّابٌ بِالأَسْواقِ وَغاشٌّ لِلنّاسِ وَباخِسٌ فِي المِكْيالِ, فَلا نَجِدُ لَهُ الحِسْبَةَ وَلا المُحْتَسِبَ. وَهذا إِعْلامٌ فَاسِدٌ وَماجِنٌ يُفْرِغُ عَلَيْكُمْ قاذوراتِهِ فِي بُيُوتِكُمْ لِيُفْسِدَ عَلَيْكُمْ نِساءَكُم وَأَبْناءَكُمْ, وَيُشْغِلَكُمْ عَنْ طاعاتِكُمْ, فَلا تَجِدُونَ لَهُ الأَميرَ الّذِي يُطَهِّرُهُ. وَهذِهِ مَوائِدُ قِمارٍ قَدْ انْتَصَبَتْ, وَهُناكَ سَمَرٌ وَلَهْوٌ وَتَرَفٌ, وَهُنا رَقْصٌ وَخَمْرٌ وَفاحِشَةٌ. فَانْقَلَبَتْ لَيالِي رمضان إِلى لَيالٍ رَمَضانِيَّةٍ حَمْراءَ تَؤُزُّكُمْ فِيها شَياطِينُ الإِنْسِ أَزّاً. أَوَ لَيْسَتْ له حُرْمَةٌ بَيْنَكُمْ, يا خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنّاسِ, وَقَدْ شَرَّفَه اللهُ بِكُمْ وَشَرَّفَكُمْ بِه مِنْ دُونِ الأُمَمِ, فَأَيْنَ الَّذِي يَأْخُذُ عَلَى أَيْدِي هؤُلاءِ إِذا أَفْسَدُوا, وَأَيْنَ الَّذِي يُغَيِّرُ عَلَى المُجْرِمينَ إِذا أَجْرَمُوا.
يا عِبادَ الرَّحْمنِ: إِنِّ شهر رمضان كُان ُ لَكُمْ شَهْرَ الفُتوحاتِ وَالانْتِصاراتِ. فَفِي هذا الشهر َ العَظيمِ نُقِشَتْ بُطولاتُ أَمْجادِكُمْ, وَانْتِصاراتُ أَسْلافِكُمْ. أَوَلا تَسْمَعُونَ صَدَى وَقْعِ سَنابِكِ خُيُولِهِمْ وَصَهيلَها, وَقَعْقَعَةَ سُيوفِهِمْ وَتَكْبيراتِهِمْ تَتَرَدَّدُ عَلَيْكُمْ مِنْ قاعِ التَّاريخِ, أَفَلا تَتَشَوَّقونَ إِلى مَجْدٍ كَمَجْدِهِمْ وَعِزٍّ كَعِزِّهِمْ. أَوَلا تَذْكُرونَ يَوْمَ الفُرْقانِ, يَوْمَ فَرَقَ اللهُ بَيْنَ الكُفْرِ وَالإِيمانِ, فِي مَعْرَكَةِ بَدْرٍ الكُبْرَى، أَوَلا تَذْكُرونَ فَتْحَ مَكَّةَ وَكَسْرَ الأَوْثانِ وَسُقُوطَ الطَّواغيتِ، أَوَلا تَذْكُرُونَ فَتْحَ الأَنْدَلُسِ. أَوَلا تَذْكُرونَ عَيْنِ جالوتَ. كُلُّ هذِهِ الانْتِصاراتِ وَالفُتوحاتِ حَقَّقَها أَسْلافُكُمْ فِي مِثْلِ هذا الشَّهْرِ, فَأَيْنَ أَنْتُمْ مِنْ هذا؟. وَلكِنْ رمضان يَراكُمُ اليَوْمَ مُنْتَكِسُونَ وَمُنْكَسِرُونَ. وَيَرَى بِلادَكُمْ بِأَيْدي أَعْدائِكُمْ. فَهذا بَيْتُ المَقْدِسِ أَسيرٌ فِي أَيْدِي يَهُودَ, وَهذا عِراقُ الرَّشِيدِ مُلْتَهِبٌ بِأَيْدِي الصَّليبِيّينَ, وَتِلْكَ أَفْغانِسْتانُ وَالشّيشانُ وَكَشْميرُ. فَأَيْنَ الخَليفَةُ الّذِي يُحَرِّرُ بِلادَكُمْ وَيُلْحِمُ أَجْزاءَكُمْ, وَيَمْسَحُ ذلكم, وَيَضْمُدَ جِراحَكُمْ؟.

يا عِبادَ الرَّحْمنِ: إِنِّه شَهْرُ الإِسْلامِ وَشَهْرُ القُرْآنِ, فَمالِه يراكُمْ عَنْ حَمْلِ الدَّعْوَةِ مُعْرِضينَ, وَبِمَوائِدِ الإِفْطارِ وَإِعْدادِ الطَّعامِ وَالشَّرابِ مُنْشَغِلِينَ. أَمِنْ أَجْلِ هذا خُلِقْتُمْ, أَوَ ما قَرَأْتُمْ قَوْلَهُ تَعالَى"وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ" . فَهَلْ تَوَلَّيْتُمْ عَنْ أَمْرِ رَبِّكُمْ، وَأَسْأَلُ اللهَ أَنْ لا يَكُونَ ذلِكَ، فَيَسْتَبْدِلَنا بِمَنْ هُمْ خَيْرٌ مِنّا, قالَ تَعالَى ( وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ ). فَإِنَّ شَهْر ِرمضان هذا شَهْرٌ تَحْيا فِيهِ القُلُوبُ, فَاغْتَنِمُوا حَياتَها مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمُوتَ, فَلا تَتَقاعَسُوا فِيهِ عَنْ حَمْلِ الدَّعْوَةِ إِلى الإِسْلامِ.
َفكَمْ مِنْ رَمَضانَ مَرَّ عَلَيْنا وَنَحْنُ نَعيشُ فِي ظِلِّ أَحْكامِ الكُفْرِ، بِغِيابِ سُلْطانِ الإِسْلامِ وَدَوْلَتِهِ، دَوْلَةِ الخِلافَةِ، دَوْلَةِ العِزِّ وَالجاهِ وَالسُّلْطانِ. كَمْ مِنْ رَمَضانَ مَرَّ عَلَيْنا وَأَحْوالُنا تَسيرُ مِنْ سَيّئٍ إِلى أَسْوَأَ. قَتْلٌ وَاغْتِيالاتٌ وَحِصارٌ وَتَجْويعٌ، وَهَدْمٌ وَتَدْميرٌ، وَضَنْكٌ فِي العَيْشِ، وَنَهْبٌ لِلْخَيْراتِ وَالثَّرْواتِ، وَتَسَلُّطٌ لِلْكُفَّارِ وَتَحَكُّمُهُمْ فِينا، فَبَدَلَ أَنْ نَسْتَرِدَّ عِزَّتَنا فِي رَمَضانَ وَنُحَرِّرُ ما اغْتُصِبَ مِنّا, فَإِنَّنا نَرَى أَجْزاءَ أُخْرَى تَسْقُطُ مِنْ بِلادِنا فِي أَيْدِي أَعْدائِنا.
عباد الله :
إِنَّ حَالَنا الكَئِيبَ لَنْ يَتَغَيَّرَ بِذاتِهِ وَإِنَّما يَتَغَيَّرُ بِأَعْمالِنا, فَإِنْ تُبْنا إِلى اللهِ فِي هذا الشَّهْرِ العَظيمِ, وَشَمَّرْنا عَنْ سَواعِدِ الجَدِّ وَاضْطَلَعْنا بِأَعْباءِ قَضِيَّتِنا. فَإِنَّنا بِحَوْلِ اللهِ سَنَسْتَرِدُّ ما ضاعَ مِنّا. سَنَسْتَرِدُّ مَضْمونَ عَقيدَتِنا الّتِي تَجاهَلَها أَبْناؤُنا, وَسَنَسْتَرِدُّ العِباداتِ الّتِي أَضاعُوها, وَسَنَسْتَرِدُّ البِلادَ الّتِي فَرَّطُوا فِيها, وَسَنَسْتَرِدُّ خَيْراتِنا الَّتِي سُلِبَتْ مِنّا, وَسَنَسْتَرِدُّ طَعْمَ العِزَّةِ وَالكَرامَةِ, وَسَنَسْتَرِدُّ القِيادَةَ وَالسِّيادَةَ الَّتِي كانَتْ فِينا, لِنُواصِلَ نَشْرَ رِسالَةِ الإِسْلامِ فِي العالَمِ. فَهذِهِ فُرْصَتُكُمْ لِلصُّلْحِ فِيها مَعَ رَبِّكُمْ, فَلا تُفَوِّتوها عَلَى أَنْفُسِكُمْ, وَتوبُوا إِلى اللهِ, وَتَبَرَّؤُوا مِنْ مَعاصِيكُمْ, وَاعْلَمُوا أَنَّ فِي آخِرِ هذا الشَّهْرِ المُبارَكِ سَتُرْفَعُ صَحائِفَكُمْ إِلى بارِئِكُمْ, أَفَلا تُحِبُّونَ أَنْ تُرْضُوهُ عَزَّ وَجَلَّ بِأَعْمالِكُمْ, فَتَعِزُّوا فِي دُنْياكُمْ وَآخِرَتِكُمْ. أَفَلا تُحِبُّونَ أَنْ تَتَفَيَّئُوا ظِلالَ سُلْطانِ الإِسْلامِ فِي رَمَضانِكُمْ القادِمِ إِنْ شاءَ اللهُ, فَتُرْضُوهُ سُبْحانَهُ وَتَعالَى بِتَطْبيقِ شَرْعِهِ عَلَى أَرْضِهِ. فَهَنيئاً لِمَنْ تابَ وَعَمِلَ لِاسْتِئْنافِ الحَياةِ الإِسْلامِيَّةِ, فَهُوَ بِإِذْنِ اللهِ مَعَ السَّفَرَةِ الكِرامِ البَرَرَةِ، فَهَلُمُّوا إِلى العَمَلِ وَلا تَتَوَلَّوْا. وَلا تَتَقاعَسُوا وَلا تَتَخاذَلُوا وَلا تَتَخَلَّفُوا. فَهذا شَهْرُ العِتْقِ مِنَ النّارِ فَاعْتِقُوا رِقابَكُمْ يَرْحَمُكُمُ اللهُ.

اللهم اني داع لكم فأمنوا يرحمكم الله :
اللهم اجعل شهرك المبارك رحمة لأحبتنا ومغفرة لأمتنا وعتقا من النار لكل أخوتنا، اللهم أعنهم على قيامه، وأجزهم الخير بصيامه، اللهم أسل من عيونهم دموع الخشية والندم، واقبلهم في عبادك الصالحين مع سيد البشر والأمم.
اللهم اعتق رقابنا ورقاب ابائنا وامهاتنا في الشهر الفضيل من النار .واحشرنا اللهم مع الابرار .
اللهم يا ذا الجلالة والأكرام ويا ذا العزة والسلطان أعزنا بالإسلام وأعز الإسلام بقيام دولة الإسلام اللهم آمين آمين . وأخر دعوانا ان الحمد لله رب العاملين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم.
وأنت يا مقيم الصلاة أقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
خطبة اواه يا رمضان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى المحبة :: المنتدى الاسلامي والأدبي :: مواضيع إسلامية-
انتقل الى: